متى يكون صديقي قدوة لي ؟
حينما يكون بمثابة الأخ الكبير ، أو الأخ المخلص الذي يريد لي الخير والصلاح والسعادة ، ويبتعد بي عن مواطن الانحراف والبذاءة والسوء والفحشاء والمنكر ، حينذاك يكون الصديق الصدوق ، والأخ الثقة الذي يعرّفني عيوبي ليقوّمني ، والذي أرى في سمته وهداه ومسيرته ما يرفع من درجة إيماني بالله ، وحبّي للخير ، وأملي بالنجاح ، وهو الذي أسمع منه وأرى ما ينزع أشواك الغلّ ونزغات الشيطان من صدري .
هو الصديق الوفيّ المخلص الغيور على أخلاقي وديني وسمعتي ، وهو معلّم آخر يضاف إلى والديّ ومعلّمي .
فحينما أجد صديقاً صادقاً دائماً معي ، فهو وإن لم يكن يقصد أن يكون قدوتي في الصدق ، لكنّه سيكون كذلك لأ نّني سأستمدّ منه حرارة الصدق في القول والعمل والموقف .
وحينما تعثر الفتاة على صديقة محتشمة نجيبة ، فهي ستتأثر بها ، وستنهل من أخلاقها وستكون قدوتها لا سيما إذا كانت لا تعيش العناد والإصرار والتساهل في الالتزامات الدينية ، وصادق هو الشاعر الذي يقول :
صاحب أخا ثقة تحظى بصحبته***فالطبع مكتسبٌ من كلّ مصحوب
كالريحِ آخذةٌ ممّا تمرّ بهِ***نتناً من النتن أو طيباً من الطيب
إنّ الحديث الشريف : «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم مَنْ يخالل» يعني بكلمة «على دين خليله» أ نّه يقتدي ويتأثّر به لدرجة أ نّه يدين بدينه ، فإن كان صالحاً زاده صلاحاً وتقوى ، وإن كان سيِّئاً فاسقاً جرّه إلى أماكن السوء والانحراف والهلكة